الفضاء المدرسي في الجزائر -نحو فضـاء مدرسـي مستــدام- (نظرة على مدارس مدينة بريكة-باتنة)

الملخص

تولي المجتمعات أهمية بالغة للمؤسسة التعليمية لما لها من أهمية بالغة في تكوين رأس مالها: رجل المستقبل، وتعمل بجد على تطويرها عبر الأجيال وتحاول جعلها مواكبة للتغيرات العالمية الحديثة خاصة ما تعلق بميدان التربية والتعليم.ولعل التطورات الهامة التي شهدتها مؤسسة المدرسة في دول العالم تظهر الآفاق المستقبلية لهذا الصرح التعليمي في إطار الاستدامة الشاملة لتمكين الأجيال المتلاحقة من تكوين وتعليم مواكب لظروفه الزمكانية. في الجزائر يعرف الفضاء المدرسي تطورا هاما من ناحية التشريع المدرسي، الذي تسعى من خلاله الهيئات المنوطة لجعله مواكبا للتغيرات المستمرة التي يعرفها العالم والحاصلة في ميدان البيداغوجيا على الخصوص، غير أن الجانب المعماري لا يزال يراوح مكانه مما يجعل المهمة التي أنيطت بها المدرسة صعبة بمكان. على غرار مدن الجزائر، تعرف مدينة بريكة، -أكبر دوائر ولاية باتنة- اختلالات وظيفية في العديد من القطاعات جراء التوسع العمراني غير المتحكم فيه وتوسع الكتلة السكانية ، لا سيما القطاع التعليمي الذي يبدو عاجزا على تقديم الخدمة الملائمة لمستعمليه وفقا للمتطلبات الجديدة التي تدخل ضمن مفهوم الاستدامة الشاملة : عدم مواكبة المبنى المدرسي للتطورات التي يشهدها النظام التعليمي من خلال الإصلاحات المحلية والتغيرات التكنولوجية ذات الصلة في ميدان التربية والتعليم. تحاول الورقة بحث واقع الفضاء المدرسي في الجزائر من خلال نموذج مدينة بريكة (ولاية باتنة) وتساهم في طرح حلول على ضوء المنظور التصميمي التخطيطي المستدام متخذة في ذلك أهداف الإستراتيجية الجزائرية والتغيرات العالمية في ميدان التكنولوجيا والتربية والتعليم ، معتمدة على الحالة الراهنة للفضاء والعقار في المدينة حالة الدراسة ، لتطرح حلا بديلا ناجعا ينطلق من واقع المدينة ، والمتمثل في استدامة فضاء عاجز على أداء دوره في تنشيط المدينة (محلات رئيس الجمهورية المعدة للشباب) ، من خلال نموذج المدارس الابتدائية المستدامة التي يمكنها التكيف مع التطورات التي تطرأ على النظام التعليمي وتلبي المتطلبات البيئية المحلية