التراث المعماري والعمراني بالأوراس بين الإهمال وضرورة التثمين
دشرة تكوت كحالة دراسة
الكلمات المفتاحية:
أوراس، تكوت، دشرة تكوت، حماية التراث المعماري والعمراني، تنمية سياحيةالملخص
تعد الجزائر من أكثر البلدان الغنية بالتراث المعماري والعمراني، فهي تتربع على مساحة شاسعة و تتميز بتنوع مناخها وتضاريسها ما يجعل منها موقعا أثريا وسياحيا هاما، حيث تزخر منطقة الأوراس في الشرق الجزائري بفن معماري وعمراني فريد من نوعه، والذي أثار إهتمام الباحثين واستطاع أن يستقطب كل محبي الفن والعمارة بإختلاف أنواعه منه ماهو مصنف وطنيا منذ سنة 1928م، والذي نذكر منه ما يسمى بالدشرة أين أنتج الإنسان نسيجا عمرانيا ومعماريا بالتوازي بينه وبين متطلباته ومحيطه الطبيعي، ليشكل بذلك نقطة انتقال هامة من حياة الترحال إلى حياة الإستقرار والسكن، وتكون بداية حضارة عريقة ضاربة في أعماق التاريخ، حضارة منطقة أوراس بصفة عامة وحضارة منطقة وادي عبدي ووادي الأبيض بصفة خاصة أين ينتشر هذا النوع من المداشر، منها دشرة تكوت بالأوراس الجنوبي.دشرة تكوت ذات عمارة محلية أمازيغية مميزة، هي مثل باقي مداشر الأوراس تعاني خطر الزوال لما شهدته وتشهده من هدم وحذف لملامحها الأصلية، وإعادة بناء وتغييرات عديدة على مستوى هيكلها المعماري والعمراني بسب غياب الحماية، كما أنها تشهد تهميشا ثقافيا وسياحيا لتتحول بذلك إلى تراث منسي يحتضر.
حماية التراث المعماري والعمراني ودمجه بوضائف معاصرة ضرورة حتمية وجب الإسراع بها، من أجل الحفاظ على الهوية التاريخية ونقله للأجيال المستقبلية، كما أنه دافع هام للتنمية السياحية والتطورالإقتصادي. تهدف هذه الدراسة من جهة، إلى إبراز خصوصية التراث المعماري والعمراني بدشرة تكوت وأهم التغييرات التي طرأت عليه من خلال دراسة وصفية وتحليلية للدشرة قبل التغيير وبعده، ومن جهة أخرى إلى كيفية حماية هذا التراث المميز لمنطقة أوراس عامة ومنطقة تكوت خاصة وإعادته للواجهة بتقديم توصيات حول آليات وطرق الحماية والتثمين.