الرّواية التّاريخية ما بين الواقع والمتخيّل السّير- ذاتي رواية "ليالي إيزيس كوبيا" نموذجا

Résumé

إنّ النّص الرّوائي الذي من ضروريّاته الفنّية التّخييل الإبداعي، حامل للالتباس المحدّد للذّات والهوّية السّردية في النّص، خاصّة عندما يتعلّق الأمر بالسّرد السّيري الغيري، بانصهار الذّات السّاردة العالمة مع الذّات التّاريخية المتخيّلة، وهذا ما جعلني أختار رواية واسيني الأعرج، "ليالي إيزيس كوبيا"، محاولة الإجابة على انشغالات بحثيّة متعلّقة بما يفرضه وجود السّيرة داخل الرّواية، وبالضّرورة يستدعي التّخييل، ووجود السّيرة في قالب روائيّ يضع الرّواية أيضا في إطار الواقعيّة إلى حدّ كبير أو إلى الحدّ الذي يريده المؤلّف سواء كان كاتبا لذاته أو لغيره؟ وهل يضعنا هذا بين ميثاقين: ميثاق حقيقة تاريخيّة متشقّقة، وميثاق خيال يرمّمها؟

يضعنا هذا الافتراض أمام مفاهيم متعلقة، بالسّرد كونه عمليّة إبداعية ذهنيّة قابلة للتّرجمة بأدوات النّص وخصوصيّات المبدع، بالتّاريخ والسّمات التّخيلية في الرّواية، بالواقع الحقيقي والواقع الوهمي، وحدود التّداخل بينهما عبر النّماذج البنيوية للنّص الدّالة على المقولات النّظرية للافتراضات التي بُني عليها المقال، وعبر منظور مغاير للتّاريخ من خلال الشّهادة المباشرة للمؤلّف وكيف يكون تصوّر النّص عنده قبل تشكيله، وما هي الفكرة التي تنذر بولادته.