ملامح الفكر الديني لإنسان الطاسيلي في المرحلة النيوليتية
DOI :
https://doi.org/10.59791/ihy.v14i1.4148Mots-clés :
ملامح, الفكر الديني, الإنسان الطاسيلي, المرحلة النيوليتيةRésumé
عرف الإنسان العبادة والدّين منذ القدم، فطبيعته البشرية تُشعره بالضّعف أمام الكائنات الأخرى، حيث اعتنق معتقدات ومارس بعض الشعائر الدينية وجسدها على أشكال مختلفة، فنجد مثلا الدلالات الأولية للحفريات المتعلقة بالفكر الديني للإنسان النيوليتي مجسدة في شكل رسومات على الصخور والكهوف باعتبارها الشكل الغالب الذي وصلنا ووضح لنا الرصيد الفكري والعقدي لإنسان ما قبل التاريخ. وتحتوي الصحراء الجزائرية الكثير من الملامح الأثرية التي تؤكّد العلاقة العميقة بين الإنسان والوسط الطبيعي الذي كان سائدا في الفترة النيوليتية، ولعلّ من بين هذه الملامح تلك النقوش والرسومات الصخرية المنتشرة في أرجاء الصحراء الجزائرية، خاصة بمنطقة الطاسيلي والأهقار والتي يرجع تاريخها إلى آلاف السنين، فجميع الدراسات التي تناولت موضوع النقوش والرسومات الصخرية تجمع على أن منطقة الطاسيلي مثلا كانت منذ القدم ملتقى الحضارات الإنسانية القديمة، بدليل وجود معالم أثرية تدلّ على استمرارية حضارية بالمنطقة، ويعود تاريخ الاستيطان البشري بها إلى حوالي 6000 ق.م (أي في العصر النيوليتي néolithique) (1) استنادا إلى تاريخ النقوش والرسومات الصخرية، وهذا ما جعلها مركزا رئيسا لحضارة كبيرة شملت الصحراء الوسطى وامتد إشعاعها إلى باقي أجزاء إفريقيا خلال فترة ما قبل التاريخ. ولأن الفن هو المعيار الرئيس لتطور المجتمعات كونه نتاج تفتُّق الذّهن البشري، فقد وظفه الإنسان في أولى محاولاته لتصوير حياته وفكره على جدران الكهوف والصخور بالنقش وهذا حال مختلف الرسومات بمنطقة الطاسيلي، وهنا يذهب بنا التساؤل عن ملامح الفكر الديني لهذا الإنسان من خلال مشاهد الرسوم الصخرية ومقارنة هذه المشاهد بذهنية الشعوب البدائية في عصرنا للحصول على نتائج في هذا الشأن، وهذا ما سنجيب عنه من خلال هذه الدراسة.
Téléchargements
Publiée
Comment citer
Numéro
Rubrique
Licence
Ce travail est disponible sous licence Creative Commons Attribution - Pas d'Utilisation Commerciale - Pas de Modification 4.0 International.