التمكين في الأرض في زمن الكورونا من خلال القرآن الكريم: دراسة موضوعية

الملخص

إن المسلمين يتوقون لتحقق التمكين في الأرض الموعود لهم، غير أنهم لا يبذلون لتحقيق ذلك أي مجهود فكري أو جسدي، إذ يطمعون في تحقق الوعد تلقائيا. ولكن الحقيقة التاريخية تؤكد أن الوعد لا يصطدم بالحق، فالتمكين الموعود مشروط بتوفر مقدمات تقود إليه، وفي غياب هذه الشروط فإن الوعد سيتأخر من أجل التحقق، دون أن يعني التأخر في الزمان تأخر في القدر. وإن بعض الظروف تيسر تحقق بعض الوعود متى توفرت العزيمة لاستثمارها. والمسلمون يعيشون اليوم ظروفا مع شيوع مرض الكورونا في العالم، فإن إمكانية تحقق الوعد تزيد فرصها لو عمل المسلمون على تطوير وتنمية أفكارهم وتحويلها إلى تصرفات تطبيقية للخروج من التخلف الذي يعيشونه. وتحقق التمكين في التاريخ يعطي أملا في تحقق الوعد لهذه الأمة، مع قرن التحقق بتوفر الشروط التي تؤهل إليه. وتناول الموضوع تم في خطوتين: الأولى: نظرية، اعتنت بتأصيل مختصر للوضع الوبائي الحالي، وتبيان مدى تأثيره في جميع الوقائع، وخصوصا الواقع الإسلامي، وثقافة أفراد مجتمعاته؛ والثانية: تطبيقية، وانشغلت بتفصيل هذا الواقع، وعرضه على مضامين القرآن الكريم للوقوف على تصويره لفعلي التمكين والاستخلاف؛ مما يسعف في التمكن من ختم يكون في مقدوره الربط بين معايير تقويم هذا الواقع والوقوف على المؤشرات التي تعكسه، ويبين نظرية القرآن في التمكين؛ ثم الوصول إلى تسطير توصيات قمينة بالتوجيه الدقيق لكيفية الرجوع إلى الله من خلال العودة إلى هدايات القرآن رجوعا سليما، وتبيُّن إرشاداته في إصلاح الفرد والجماعة والمجتمع، ونقل المسلمين من موقع التبعية والخذلان إلى رتبة الفكاك والتحرر، بل التميز والإنتاج.