التراث المعماري الكولونيالي: الحيازة والتراث المتنازع فيهما
الكلمات المفتاحية:
العمارة الكولونيالية، عملية التتريث، ما بعد الكولونيالية، الذاكرة الجماعية، الهوية الوطنيةالملخص
لا يزال الاهتمام بالعمارة الكولونيالية تتنامى و يتحول - سواء في الميدان الأكاديمي أو الممارسة المهنية- إلى حقل من حقول الحفاظ و تثمين التراث، و ذلك نظرا لوجودها البارز و الواسع في المدن الجزائرية. غير أن قيمتها السيميائية المرافقة لها، تطرح إشكالية حادة بسبب صبغتها التاريخية التي لا تتوافق مع التوجه الثقافي الرامي إلى ترميم و استرجاع الهوية الوطنية. ففي محاولة لتجاوز مصطلح "التراث الكولونيالي" برزت اجتهادات أجنبية (أوربية) تدعو إلى استعمال مصطلح "التراث المشترك" ، و "تراث ما وراء البحار " ، و "تراث القرنين التاسع عشر والعشرين" كما هو موجود في أدبيات منظمة إيكوموس 2007. فقد عمدت بعض الحكومات و الدوائر الثقافية العالمية ، خاصة من الدول المستعمِرة، إلى ربط مساعداتها المالية بشرط تخلي الهيئات عن التسمية الكولونيالية. إن ذلك يتوازى مع استمرار الجدل الأكاديمي والسياسي المحتدم حول تملك هذه التركة المعمارية ومكانتها في المجتمعات البلدان المستقلة. و لذلك فإن المقال يطرح مسألة المطالبة بتصنيفه كتراث وطني، في ظل ما يواجه ذلك من مصادمة للذاكرة المناهضة للاستعمار و الحيازة المتنازع عليها، ثم يحلل أوجه المواجهة في ضوء ثنائية الأثر السيميائي لهذا التراث من جهة، و قيمته الخدمية من جهة أخرى. من حيث المنهجية فإن البحث يهدف إلى تأسيس رؤية نظرية تعتمد على هذه الثنائية. أما في المجال المهني فإنه يساعد على ترشيد عمليات الترميم و الحفاظ و كيفية التعامل مع المباني القديمة الموروثة من عهد الاحتلال الفرنسي