مدينة بلزمة: دراسة في دور الحاضرة في العصر الوسيط

الملخص

إن جغرافية العالم الإسلامي كما تتجلى لدى الجغرافيين وكتب الرحالة يمكن استنباطها والوقوف على تفاصيلها من خلال جغرافية المدن لأن ما يتوفر فيها من مادة ومعطيات ميدانية موثقة يقرب المواقع من القارئ ويمكنه من تمثلها والوقوف على خصائصها. وجغرافية المدن تعتبر بابا أساسيا في الجغرافية الوصفية العربية لأنها تمكن الجغرافية من عرض الأقاليم والتعريف بها من خلال مدنها وحواضرها. لذلك فإن التعريف بالكل يتم عبر الأقاليم والمجالات المتفرقة في إطار نظام عالم الخلافة الإسلامية.

مدينة بلزمة تعتبر أحد الحواضر الطرفية التي استوطنتها قبيلة بني تميم ومن بعدهم قبيلة مزاتة عهد الدولة الأغلبية، وكان لسقوطها سببا مباشرا لانهيار الدولة الأغلبية وقيام الخلافة الفاطمية. فهذه المنطقة لا زالت تحتفظ بأهميتها طيلة العصر الوسيط رغم إحجام المصادر التاريخية عنها، والتي تحتاج إلى المزيد من البحث والدراسة.