إعْجَازُ القُرْآنِ الكَرِيمِ بالصِّرْفَةِ - بَيْنَ بَرَاءَةِ النَّظَّام من الشُّذُوذِ وَعبْقَرِيَّةِ الجَاحِظِ في الإثْبَاتِ-
DOI:
https://doi.org/10.59791/ihy.v19i1.4266الكلمات المفتاحية:
القرآن، الإعْجَاز، الصِّرْفَة، البَلاغَة، النَّظَّام، الجَاحِظالملخص
أنْكَرَ بعْضُ العُلَماءِ المُسْلِمينَ القُدامى إعْجازَ القُرْآنِ الكَريمِ بالصِّرْفَةِ، أيْ منْعَ الله تَعَالَى للعَرَبِ عن الإتْيانِ بنُصوصٍ يدَّعُونَ لها مُماثَلَةَ القُرْآنِ. وهاجَمُوا العالِمَ الوحيدَ، كما ظَنُّوا، الذي تَبَنَّى هذا الرأْيَ، وهو المُعْتَزِلِيُّ إبْراهِيمُ النَّظَّام؛ وذلك لأنَّهم اعْتَقَدوا أنَّ رأْيَهُ يتَناقَضُ مع القَوْلِ بالإعْجَازِ البَلاغِيِّ. وقد شاعَ الإنْكارُ على القوْلِ بالصِّرْفَةِ في الفِكْرِ الإسْلاميِّ الحدِيثِ، حتَّى أصْبَحَ مُسَلَّمةً من مُسَلَّماتِ الدِّراساتِ القُرْآنِيَّةِ. وواقِعُ الحالِ أنَّ التَّسْلِيمَ بالصِّرْفَةِ وجْهًا من وُجُوهِ الإعْجازِ القُرْآنِيِّ مذْهَبٌ للكَثيرِ من العُلَماء القُدَامَى، المُخْتَلِفِي الفِرَقِ. ومنهم مَنْ وافَقَ النَّظَّامَ في تقْديمِهِ للصِّرْفَةِ وإنْكارِ الإعْجازِ البلاغِّيِّ، ومنهم مَنْ حاوَلَ الجمْعَ بيْنَ المذْهَبيْنِ، لكِنْ دُون توْفِيقٍ. وقدْ كان بإمْكَانِ الفِكْرِ الإسْلاميِّ أنْ يخْرُجَ من هذه المشكِلَةِ بشكْلٍ مُوَفَّقٍ لَوْ انْتَبَهَ إلى أنَّ الجاحِظَ قدْ قَدَّمَ حلًّا علْمِيًّا لها منذُ مِئاتِ السِّنينِ، ولكنَّ الجَهْلَ بآرائِهِ فيها جَعَلَ نظريَّتَهُ تخْتَفِي، وجَعَلَ المذْهَبَ الضَّعيفَ يسْتَمِرُّ إلى اليَوْمِ. وقد تقدَّمْتُ بهذا البحثِ من أجْلِ بيَانِ جُملَةِ الأخْطَاءِ الواقِعَةِ في دِراسَةِ المسْأَلَةِ، والتعْرِيفِ بالمذهَبِ الصَّحِيحِ فيها، وبيَانِ أدِلَّتِهِ العِلْميَّةِ؛ مُعْتمِدا على الاستِقْراء والتَّبْويبِ والنَّقْدِ للآرَاء المُخْتَلِفَةِ.
التنزيلات
منشور
كيفية الاقتباس
إصدار
القسم
الرخصة
هذا العمل مرخص بموجب Creative Commons Attribution-NonCommercial-NoDerivatives 4.0 International License.