المبادرات التطوعية للمؤسسات للحد من الآثار البيئية لنشاط النقل

الملخص

إن المؤسسة، باعتبارها جزءا من المجتمع الذي تتطور فيه، لا يقتصر نجاحها فقط على نشاطها الصناعي والتجاري، لكنه يمتد إلى حفاظها على العلاقات مع كل أصحاب المصلحة المحيطين بها، إذ يتوجب عليها أن تتطور في ظل الاحترام الدائم وكذلك التأقلم مع كل الرهانات المجتمعية، بخاصة تلك المرتبطة بحماية البيئة من المخلفات السلبية لأنشطتها. هذا الكلام يقودنا إلى الحديث عن مسؤولية المؤسسة المجتمعية المتعلقة بحماية البيئة وبإصلاح نشاط المؤسسات والتي ترتكز على المشاركة التطوعية للفاعلين الاقتصاديين في إبرام عقد مسؤول بعيد عن الإلزام، باعتبارها أكثر فعالية من الأدوات والسياسات العمومية المستخدمة من أجل التخفيض من الأنشطة الملوثة (كالضرائب والرسوم، معايير الإنتاج) التي تحمل صفة الإلزامية وإخضاع المنظمات التي لها نشاط ملوث، في حين نجد أن المبادرات التطوعية المتعددة حسب القطاع الذي تنشط فيه المؤسسة، هي الأكثر تناسبا باعتبارها تحقق المكاسب لجميع الأطراف، وبإمكانها أن تساهم في بروز مسعى لإقامة صيغ تنظيمية جديدة تخدم البيئة وتكسب المؤسسات أفضلية تنافسية، وبهذا تصبح هذه المبادرات أداه استراتيجية في يد مسيري المؤسسات. تهدف هذه الورقة البحثية إلى التركيز على المبادرات الطوعية التي تخص نشاط النقل ، الذي يعد أحد أكثر الأنشطة الهادمة للبيئة (التلوث البيئي مضاف إليه الازدحام والضجيج)، من خلال محاولة جمع المعلومات عن أحسن الممارسات المتبناة من طرف المكلفين بالنقل، والتي تمكن من التقليل من الآثار السلبية له. الكلمات المفتاحية: مسؤولية مجتمعية، حماية البيئة، مبادرات تطوعية، استراتيجية المؤسسة