العنصرية الرّوافد المُغذّيّة والحُلول المُنجيّة – قراءة في كليات رسائل النور لبديع الزمان النورسي-
DOI:
https://doi.org/10.59791/ihy.v21i2.564الكلمات المفتاحية:
النورسي، العنصریة، المشترك الإنساني، اللون، القوة، المنفعةالملخص
إن المتأمل في خريطة العالم الدينية والعرقية واللسانية يجد تباينات واختلافات كثيرة اقتضتها حكمة الله عزوجل ،فتباينت الشعوب بألوانها (البيض والسود)،وتباينوا بأديانهم ومللهم(مسلمون ويهود وبوذيين...)،وألسنتهم (عرب وعجم) ،وأعراقهم ،وكان هذا التباين والاختلاف مقصدا إلهيا للتشارك والتعاون تحقيقا للتكامل الإنساني في بوتقة الرحم الإنسانية الواحدة ،وتذكيرا بإله واحد منه المبتدى وإليه المنتهى ،ولكن المتأمل في الخريطة الكونية اليوم يجد صراعات وحروب وتدابر واختلاف غذته تلك الخصائص والميزات والتباينات الملية والعرقية واللسانية ،وأصبح ورقة وظفتها القوى العالميّة المتعادية اليوم فتحولّت بموجبها أرض الإسلام – خصوصًا – إلى مسرح للأحداث المختلفة, كان من نتائجها حروب أهليّة في كلِّ مكان, وهذا الصّراع الذي تتزعّمه القوى المهيمنة ليس لأجل إحقاق الحق وإرساء الحقيقة كما يرى النّورسي بل مستند هذه القوى المتصارعة العناد والعصبيّة والقوميّة والمصلحة وإشباع أنانيّة النّفس وإفناء الأطفال والمرضى والشّيوخ بالقنابل المدمّرة, وهذا كلُّه لا ينسجم مع أيِّ قانون من قوانين العدالة والإنسانيّة ، بل هي فرعونيّة ومصلحيّة أفنت وأبادت ما بقي من معالم الإنسانية ،مما يجعلنا أمام إشكال يدفعنا إلى أن نبحث بعمق في جذور وروافد هذه النزعة المدمرة وأن نجد لها الحلول الجذرية لمعالجتها حفظا للكرامة الإنسانية وتحققا بمعاني التعارف الذي دعا إليه القرآن الكريم المفضي إلى احترام الخصوصيات الإنسانية (العرقية والملية واللسانية) وعدم تجاوزها، فالتجاوز مؤدي إلى عدم الاحترام ومفضي إلى استخدام القوة في سبيل المنفعة والمصلحة ،وهذا كله مفض إلى إشعال نار الحرب والدمار ،لذا كان السعي إلى النجاة مقصدا ومطلبا إنسانيا ،وهو ما يتطلب منّا معرفة ينابيع فكرة العنصرية وتقديم الحلول المُنجية لها في رأي بديع الزمان سعيد النورسي
التنزيلات
منشور
كيفية الاقتباس
إصدار
القسم
الرخصة
هذا العمل مرخص بموجب Creative Commons Attribution-NonCommercial-NoDerivatives 4.0 International License.