التشافي بدعاء الأولياء في المغربين الأدنى والأقصى خلال العصر الوسيط " الدواعي و الأنماط "

الملخص

مما لا شك فيه أن ظهور طب الأولياء في المغربين الأدنى والأقصى خلال العصر الوسيط، كان نتيجة عوامل وأسباب تنوعت بين المادية والعلمية والخوارقية والذهنية، ساهمت جميعا في فتح الباب أمام هذا الطب للظهور وترسيخ الاعتقاد به في ذهنية المجتمع، والملاحظ أن التطبيب عند أولياء المغربين الأدنى والأقصى خلال حقبة الدراسة كان يعتمد على العديد من الأساليب من بينها الدعاء، هذا الأخير كان حاضرا بقوة لدى هذه الفئة وذلك لما عرف عنهم بإجابة الدعوة، لاسيما وأن هذه الدعوات رافقتها سرعة الاستجابة في تلك اللحظة مما أدى هذا إلى الاعتقاد بنجاعتها في ذهنية المجتمع المغربي،الذي كان يلتجأ في أغلب حالاته الصحية المتدهورة إلى الأولياء للدعاء لهم في الشفاء من المرض. إضافة إلى ذلك اعتمد أولياء المغربين الأدنى والأقصى في إبراء العلل وشفاء ذوي العاهات على طقوس علاجية أخرى مثل: التفل والمسح والرقية إلى جانب الدعاء، فلا ريب أن هذه الممارسات الاستشفائية التي وقفنا عليها في كتب المناقب قد صورت لنا فعالية هذا العلاج الكرامي الذي مارسه الأولياء على الساكنة، وفي الوقت نفسه صورت لنا ذهنية للمجتمع المغربي الذي اعتقد في نجاعة الطب الصوفي، وقدرته على الشفاء من المرض