التعامل مع المعارضة السياسية في الفقه السياسي الإسلامي علي بن أبي طالب مع الخوارج نموذجا

الملخص

تعتبر وحدة الدولة وسلامة المجتمع الإسلامي وشرعية النظام السياسي، من أهم المبادئ التي أرساها نظام الخلافة في الدولة الإسلامية منذ عهد الخليفة الأول، ومع التطورات الحاصلة في هذا المجتمع على مختلف الأصعدة، ظهر الخوارج كفرقة عقدية تمسّ هذه المبادئ والأسس في الصميم، لذا اتبع الخليفة الرابع علي بن أبي طالب رضي الله عنه أسلوبا ومنهجا في تعامله مع هذه الفرقة.

وعليه جاءت هذه الورقة البحثية لتجيب عن إشكالية كيفية تعامل علي بن أبي طالب مع هذه الفرقة، وذلك من خلال محاور ثلاث تمثلت كما يلي:

المحور الأول: وتناولت فيه لمحة ونبذة تاريخية عن فرقة الخوارج.

المحور الثاني: بيّنت فيه كيفية تعامل الإمام علي بن أبي طالب مع هذه الفرقة قبل حملها للسلاح في شكل مجموعة من الخطوات المنهجية بدءا بالاعتراف بهم على ضلال أصولهم وانحراف أفكارهم الخارجة عن جماعة المسلمين، وعلى هذا أقرّ بحقوقهم العامة في المجتمع المسلم.

المحور الثالث: تطرّقت فيه إلى تحول فرقة الخوارج من فرقة ذات أصول وعقائد مختلفة عن الأمة الإسلامية إلى فرقة تقتل برّ وفاجر هذه الأمة، فتحوّل أسلوب علي بن أبي طالب في التعامل معهم بدءا بإبدائه نيّة الاقتصاص من قتلى الصحابة غير أنّ عنادهم وإصرارهم على قتل المسلمين حال دون ذلك، فأعطاهم الإمام أمانا آخر تجنبا لكل فتنة بين المسلمين، ورغم نشوب القتال إلى أنه عاملهم بالحسنى.