واقع المصالحة في لبنان من خلال فيلم "قضية رقم 23"

Résumé

يكتسي موضوع المصالحة أهمّية محورية في وضعيات ما بعد الصراع، فهدفها الأساسي يكمن في ضمان عدم ضمان عدم تكرار مأساة الماضي.

تعكف الدراسة على تحليل واقع المصالحة في لبنان من خلال فيلم "قضية رقم 23" الذي قدّم تصوّراً جديراً بالاهتمام، عرض فيه خلافاً شخصياً تحوّل إلى خلاف مسيحي لبناني/فلسطيني، مع أنّه انحاز إلى الطرف المسيحي، ولم يقدّم رواية جامعة للتاريخ تدعم المصالحة وفق مقاربة علم النفس الاجتماعي. بيّن الفيلم انتقال لبنان من حالة الصراع الظاهر إبّان الحرب الأهلية إلى الصراع الكامن بعد اتّفاق الطائف عبر نظام المحاصصة الطائفية، في حين لم يصل لبنان إلى مصالحة تدفعه بعيداً عن شبح الحرب الأهلية. ومع أنّ الموضوع متعلّق بلبنان، إلاّ أنّه يقدّم تصوّراً يمكن الاستفادة منه في باقي السياقات في تقييم مسارات المصالحة بصفة عامّة، وقد نال الفيلم جوائز سينمائية عالمية دلالة على بعده الإنساني. وخلصت الدراسة إلى الحاجة إلى مداواة الجروح النفسية بعد الصراع، وضرورة تنفيذ إصلاح دستوري في لبنان ينهي المحاصصة الطائفية، والاستثمار في توحيد المجتمع وتوسيع المصالحة، من خلال دعم المصالحة والأصوات الهادئة في كلّ جماعة. وقد قسّمت الدراسة إلى محورين، يضمّ الأوّل الأدوات النظرية لتحليل المصالحة في لبنان، وعلاقة الفيلم بموضوع المصالحة. فيما يتناول المحور الثاني تحليل مضمون الفيلم ومن ثمّ تصوّره لواقع المصالحة في لبنان.