الالتزام بالسرية في المفاوضات العقدية

الملخص

تعتبر مرحلة المفاوضات من أهم المراحل التي يمر بها العقد وأشدها خطورة خاصة أنها تتضمن مجموعة من الالتزامات التي على المتفاوضين التقيد بها خلال هذه المرحلة واحترامها، بهدف التوصل إلى اتفاق عقد نهائي ولتحقيق أقصى مصلحة لأطرافها وضمان حماية حقوقهم، نذكر منها الالتزام بالسرية، الذي أولت له معظم التشريعات الحديثة أهمية بالغة، تطرقنا في مقالنا هذا إلى دراسة هذا المبدأ الذي يسعى إليه أطراف المفاوضات في العقود، بحيث يمتنع الطرف المتفاوض الذي اطلع على المعلومات والبيانات أثناء هذه المرحلة عن إفشائها للغير، فيبقيها طي الكتمان ولا يستغلها لمصلحته الشخصية دون إذن من صاحبها، حيث يسعى هذا الأخير لتحقيق مقابل لها من جراء ما تحوزه من قيمة اقتصادية، فهو التزام قانوني قبل تعاقدي يقع على عاتق المتلقي له يجب عليه أن يبذل ما بوسعه للوفاء به وفقا لمقتضيات مبدأ حسن النية، كما حاولنا تسليط الضوء على أهم تطبيقات السرية فتطرقنا لها في مفاوضات عقود التجارة الدولية، التي تتطلب شروط خاصة لتجسيدها وتحقيق الغاية منها، وكذلك مفاوضات عقود نقل التكنولوجيا التي تعتبر بدورها من العقود الكبرى ترد على تقنيات حديثة تتسم بالتعقيد، ويرتب الإخلال بالأسرار في هذه المرحلة نشوء المسؤولية المدنية، سواء كانت مسؤولية عقدية أو تقصيرية، تستوجب التعويض كجزاء عن خرق مبدأ الالتزام بالسرية