أثر التنشئة الثقافية الوطنية في بناء الأمن الثقافي: تكوين الذائقة الجمالية السمعية للناشئة بالمدرسة الجزائرية نموذجا
DOI :
https://doi.org/10.59791/arhs.v9i1.3803Mots-clés :
الأمن الثقافي, الهوية الوطنية, التنشئة الثقافية, الاستماع الموسيقي, الذائقة الجماليةRésumé
تستهدف هذه المحاولة البحثية إثارة إشكالية غالبا ما لا يُنتبَه بوعي كاف لـمدى مركزيتها في المجتمعات العربية، وإن بات الشعور الجمعي ينتابه إحساس بالتّيه؛ عندما يتعلق الأمر بتتبع طريق الحياة وأسلوب عيش العنصر البشري في اتصاله باللون الثقافي المعبّر عن أبعاد الهوية الثقافية الوطنية. يحدث هذا في زمن أصبح الأفراد مشوَّش عليهم أكثر من أي وقت مضى بكم هائل من الألوان والأشكال التعبيرية متعددة الجنسيات، والتي تُروّج لثقافات لا تمتّ في غالب الأحيان بصلة لما هو وطني. خاصة مع ما أتاحته الإمكانيات والوسائط التكنولوجية الحديثة المدعومة بمُحدَثات الذكاء الاصطناعي، من قوّة تأثير وسرعة اختراقٍ وتشتيتٍ. فأصبح التحدي المُربِك في زمن "تآكل الثقافات المحلية"، السعي لِلَجم ما يخلّفه هذا الوضع من شرود لا سيّما لدى شريحة الشباب، وسيكون ذلك ممكنا؛ باسترعاء الانتباه الجمعي إلى أهمية إبقاء الارتباط واللُحمة بانتماءات وعيه الذائقي وممارساته الثقافية المتّصلة بكل ما يَرمُز ويُستمد من "روح الوطن". وإن البداية الموثوقة لن تكون سوى بالتبكير مع الناشئة؛ بزرع وتكوين حواجز ذائقية وجدانية في ضميرهم، بهدف صون توجهات ذائقة الأجيال وميولاتهم. ولعل برامج تكوين السمع والذائقة الجمالية للناشئة بالمدرسة، تأتي في مقدمة النماذج الفاعلة لتكريس آداب التعاطي الإيجابي مع مكونات الرصيد الثقافي الوطني، إذ تُستغل عناصر هذا النشاط في تعليم آداب الاستماع والإصغاء والحوار للمتعلمين، وتنمية مستوى ذائقتهم السمعية، وهي تُعد بمثابة أساس باقي الآداب التي تستند جلها لكفاءات الاستماع والإصغاء والحوار. وإن رعاية سبل صيانة الأمن الثقافي لا يقل أهمية عن استراتيجيات الأمن الغذائي أو الأمن القومي، باعتبار الأمن الثقافي عاملا أساسيا يبث في الشعب إرادة الحياة والاستمرار.