الجزائريون والمسألة الرّبوية الاستعمارية الفرنسية 1830 – 1900

الملخص

تهدف الدراسة إلى إبراز علاقة الإدارة الاستعمارية الفرنسية بالمأساة الرّبوية في الجزائر التي عرفت منحى تصاعديًا مع بداية الاحتلال بعد أن كانت تُمارس في نطاق ضيق خلال العهد العثماني وتطورت بشكل واسع بعد تراجع المقاومة الشعبية.

و يُعد الرّبا أحد الأدوات التي استخدمتها الإدارة الاستعمارية لإخضاع الشعب الجزائري والتسلط عليه والزيادة في مأساته وإفقاره بعد الاستيلاء على أرضه مصدر معيشته خاصة وأن غالبية الجزائريين يقطنون في الريف. وقد استغل اليهود وكبار المستوطنين الأوروبيين الرّبا للاستحواذ على ممتلكات الجزائريين وخاصة الفلاحين منهم واستغلالهم لخدمتهم المباشرة بعد أن تحولوا إلى خماسين وعمال أجراء لديهم نتيجة فقدانهم لأرضهم بفعل الرّبا الفاحش، كما قامت الإدارة الاستعمارية بعد تثبيت تواجدها بالجزائر بوضع سلطتها المباشرة على عمليات الرّبا المختلفة التي كانت تمارس بدون حسيب أو رقيب عن طريق سن قوانين مُنظمة لها حتى تجعل منها وسيلة من وسائل بناء النظام الاستيطاني في الجزائر.