قضايا النقد الأدبي في مصنفات ابن حزم الأندلسي

الملخص

عرف النقد الأدبي الأندلسـي تطورا ملحوظا خلال القرنين الرابع والخامس الهجريين، وذلك بالاعتمــــاد على نظيره المشرقي في إرساء قواعده الأولى، إلاّ انه استقل ليثبت وجوده وذاته المتأثرة ببيئته، وهو الأمر الـذي قوى النزعة الأندلسية؛ ومعناهــا اعتزاز الأندلسيين بإبداعاتهم الفكرية والأدبية، والتي بدأت ملامحهـا تظهر في القرن الرابع متجسدة في كتب الطبقات والتراجم، والتي تعبر عـــــن إحساس الأندلسيين بأنفسهم، ليتبلور هــذا الإحساس بشكل أقوى وأكثر فاعلية عند نـــاقد عاش بين أواخـر القــــرن الرابع ومنتصف القرن الخـامس الهجري، وهو الإمـام ابن حــزم الأنـدلسي، الــذي يمثل البنية الحقيقية للشخصية النقدية الأندلسية، إذ هـو وصديقه ابن شهيد كوَّنا الأساس القــوي، والقــاعـدة المتينة لـكثير من الدراسات والقضايا الأدبية، التـــي اتخـذها نقّاد القرن الخامس والقــرون التي تلته منطلقا لأحكامهم، وأساسا لنظرياتهم.

وابن حــزم شخصية عظيمة، دفعها حبها للعلم أن تــرفع رايــة التحدي، وتثري المكتبـة الأندلسيـــة بدراسات كان لها أثرهــا على الحركة الأدبية والنقدية فــــي الأندلس