الأزهر الشريف مركز استقطاب العلماء الجزائريين خلال العهد العثماني

الملخص

تعتبر الرحلات العلمية وزيارة المراكز والمعاهد العلمية خلال العهد العثماني ركيزة أساسية في التحصيل العلمي لدى الطلبة والعلماء والفقهاء، ولهذا حرص عدد كبير من العلماء الجزائريين آنذاك على زيارة جامع الأزهر الشريف في مصر والاستقرار به لبعض الوقت، بهدف مواصلة تعلمهم فيه باعتباره من أهم المؤسسات العلمية والثقافية الموجودة في المشرق العربي على الإطلاق، فكانوا يتلقون في أروقته مختلف أنواع العلوم الدينية والعقلية عن كبار علمائه، ويجتهدون في تحصيل الإجازات العلمية، ومباحثة زملائهم المجاورين في مسائل عدة، بالإضافة إلى الاطلاع على خزائن الكتب والإفادة من كنوزها وغيرها، فإذا ما أتم العالم المرتحل منهم دراسته أصبح علمًا من أعلام عصره، وقبلة لطلاب العلم من كل حدب وصوب، وفي تلك الحالة لم يبق عليه إلا أن يختار بين أمرين، إمّا العودة إلى بلاده والتفرغ للتأليف والتدريس، أو البقاء في مصر وتقلد الوظائف الرفيعة كتولي المشيخة على رواق المغاربة والنظر في أوقافه.