الميديا الجديدة: المفاهيم النظرية والقراءات النقدية

الملخص

استطاعت الميديا الجديدة أو الإعلام الجديد أن يحتل مكانة هامة في العديد من الدراسات نظرا لانعكاساته على مختلف الجوانب الحياتية والممارسات اليومية للأفراد، أيضا لارتباطها بالعملية الاتصالية وبأدوارها في إمداد المتلقي بالمعلومات ومختلف التوجهات والآراء، لينتقل الفرد من عالمه الواقعي إلى أبعاد افتراضية حيث تتم فيه مختلف التفاعلات من محادثة وتعليق وإعجاب ورد ومشاركة، ومن ثم تتكون لديه رؤية حول الأحداث والظواهر المحيطة به، وحول الأشخاص والجماعات الانتمائية أيضا.

لقد ازداد الاعتماد على الأنترنيت وتطبيقاتها ووسائطها أكثر في السنوات الأخيرة، مما حذا بالمختصين إلى توسيع دائرة دراساتهم وتفكيكهم لهذه الظاهرة من الناحية المعرفية، ليجعلوا منه حقلا واسعا قابلا للتمدد، وذلك من خلال تجاوزهم لفكرة التنظير التي تُحاول فهم ماهية الظاهرة وانعكاساتها على مختلف الجوانب ذات الصلة بالمتلقي، استئناسا بمختلف النظريات والموروث المعرفي الذي تم الاعتماد عليه في فهم الوسائل التقليدية، مع محاولة تكييفها مع التحديثات التي طرأت عليها، ليصلوا لمحاولة قراءة نقدية لها، وبناء أطر ومناهج جديدة تتماشى والتفاعلية والتشاركية التي يتسم بهما الإعلام الجديد.

سنحاول في هذه الورقة البحثية التطرق لبعض المفاهيم والنظريات التي تفسر الميديا الجديدة والانتقادات الموجهة لها، وماهية المناهج التي حاولت التنظير لها.