إفريقيا في ميزان الدبلوماسية الجزائرية 1962- 1973م

الملخص

انطلاقا من مبادئ الثورة الجزائرية التي أقرتها مواثيقها،والمتمثلة في تصفية الاستعمار،ومحاربة الامبريالية العالمية،وحق الشعوب المستعمرة في تقرير مصيرها دون أي ميز عرقي أو ديني نشطت الدبلوماسية الجزائرية بعد الاستقلال في جميع الميادين والمحافل الدولية،ولاسيما في القارة الإفريقية،ومضت بكل واقعية في الطرح،والتعاون الجاد مع كل الأطراف الفاعلة والمنظمات الدولية والإقليمية لدعم استقلال البلدان الإفريقية،واستكمال التحرر السياسي بالتحرر الاقتصادي،والتخلص من التبعية لكل أشكال الاستعمار الجديد. ومثل عقد الستينات وبداية عقد السبعينات أوج النشاط الدبلوماسي في المحافل الدولية،وشكلت قضية إفريقيا محور وصلب اهتمام الآلة الدبلوماسية الجزائرية. فقد استطاعت بفضل حنكتها الطويلة وتجربتها الكبيرة من المساهمة في تصفية الاستعمارسمح الرصيد الثوري للجزائر بانفتاحها بعد الاستقلال،وسطع نجمها أكثر في عهدي الرئيسين بن بلة أحمد،وهواري بومدين،فترجم الأول سياسته الدبلوماسية اتجاه إفريقيا في تدعيم فكرة التحرر الشعوب الإفريقية داخل إطار المنظمة الإفريقية فكانت الجزائر بحق النجم الثاقب للقارة دبلوماسيا على عهد حكم أول رئيس للجزائر،وفي نفس الدرب مضى خلفه الرئيس بومدين مستفيدا من تراجع واختفاء العديد من الزعامات الكلاسيكية لدول العالم الثالث في إفريقيا وآسيا نتيجة الوفاة،أو نتيجة الانقلابات العسكرية المختلفة فكان ظل تأثيره دبلوماسيا على الأحداث ومجرياتها في إفريقيا أكثر وأطول خلال الفترة الممتدة بين 1965-1973.