مرسوم كركلا 212م وتأثيره على بلاد المغرب القديم خلال القرن 3م

الملخص

يهدف هذا البحث إلى إزالة الغموض عن حقبة مهمة من تاريخ بلاد المغرب القديم ألا وهي فترة حكم كركلا (212-217م) ومرسومه، حيث يعتبر موضوع مرسوم كركلا من أهم المواضيع التي أصبحت تشد إليها أنظار الباحثين، قصد البحث والتحري فيه، باعتباره مصدرا مهما في دراسة تاريخ الإمبراطورية الرومانية، قد بدأت أولى الأبحاث مع إصدار جامعة جيسن بألمانيا لنتائج تحليل بردية عثر عليها بمصر في بداية القرن 20م لتتوالى بعدها الأبحاث العلمية التي تهدف إلى دراسة وتحليل هذا المرسوم، ونحن نسعى في هذا البحث  إلى معرفة الأسباب، والمضامين والأهداف التي سعى إليها من خلال إصدار هذا المرسوم، ومن بين هذه الأسباب إدراك الأباطرة الرومان أن دوام سيطرة الإمبراطورية في مختلف أقاليمها لا يكون إلا من خلال استقطاب عناصر أهلية ذات ولاء راسخ، وأن رسوخ ذلك الولاء لا يكون إلا عن طريق الدمج في الثقافة والحضارة الرومانية، و ستكون المواطنة خير أداة لتحقيق مرامي الدولة وترسيخ وجودها، فالمواطنة ترقية اجتماعية سياسية للأفراد والجماعات، كما هي تجسيد لتبعية روما حيث شمل هذا المرسوم مختلف الأقاليم والولايات التي كانت تسيطر عليها الإمبراطورية ومن بينها بلاد المغرب القديم، والذي كان له تأثير كبير في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية والاجتماعية...الخ، وهو بذلك ترقية اجتماعية سياسية للأفراد والجماعات و ترسيخ لتبعية روما، ومن بين هذه المناطق نجد بلاد المغرب القديم، التي كانت جزء لا يتجزأ من الإمبراطورية الرومانية، لذا حاولنا إبراز مدى تأثير هذا المرسوم على هذه المنطقة في مختلف مجالات الحياة.