السيادة الوطنية السيبرانية في ظل الفضاء السيبراني والتحولات الرقمية: الصين نموذجا
DOI :
https://doi.org/10.59791/arhs.v5i1.2101Mots-clés :
الصين, الأمن القومي, الدولة, السيادة السيبرانية, الفضاء السيبرانيRésumé
يناقش المقال طبيعة العلاقة بين الفضاء السيبراني وسيادة الدولة، حيث لطالما ارتبط المفهوم التقليدي للسيادة الوطنية لقرون مضت بعوامل تقليدية لها صلة وثيقة بالجغرافيا. لكن مع تطور الاتصالات، حدثت تغيرات هائلة في مفهوم السيادة وبات من الصعب القطع بفكرة السيطرة المطلقة على المعلومات في ظل الارتباط والاندماج بالشبكة الدولية للمعلومات التي أضحت أحد أبرز عوامل القوة السياسية من جهة، وعناصر ضعف الدول من جهة أخرى. بناءا على ذلك برز مفهوم "السيادة السيبرانية" التي تؤطر معايير السيادة في عصر المعلومات، فلم يعد الأمر مقتصرا على المحيط الجغرافي أو المائي أو حتى الجوي للدول، بل عملت وسائل الاتصال الحديثة على خلق فضاء جديد يختلج كميات كبيرة من المعلومات التي تخص الأمن القومي لدول العالم، وفي ظل هذا التحول الرقمي المتسارع أصبح مفهوم السيادة السيبرانية أمرا غاية في الأهمية لأي دولة في العالم. لذلك تسعى الصين إلى اعتماد وتوسيع نطاق سيادتها السيبرانية وتخصص لها موارد هائلة خاصة الصناعات الالكترونية، وذلك لإنشاء فضاء تتحكم فيه وطنيا الأمر الذي يخرجها شيئا فشيئا من دائرة الهيمنة والاحتكار الذي تمارسه الشركات الأمريكية في هذا المجال، غير أنه لا يمكن إرجاع دوافع تبني الصين لسيادتها في الفضاء السيبراني إلى بعد واحد فقط، بل هي أبعاد: سياسية، اقتصادية، أمنية، ثقافية، وأخرى مرتبطة بالتطلعات العالمية الصينية.