الوضع الإنساني للاجئين: بين خطر الأزمات الاقتصادية وتهديد جائحة كورونا (دراسة حالة اللاجئين السوريين في لبنان)

الملخص

يستمر الصراع في سوريا في التسبب بأكبر أزمة لجوء في العالم منذ الحرب العالمية الثانية ، فهناك أكثر من 5،6 مليون لاجئ موزعون في المنطقة ، وقد حظيت لبنان بالقسط الأوفر منه،حيث بات يشكل مجتمع اللاجئين السوريين في لبنان ثلث1/3 سكانه، هذا البلد الذي يشهد اليوم أزمة بنيوية خطيرة نتيجة لهشاشة نظامه السياسي و كذا الاقتصادي و المصرفي ، رافقته أزمة صحية عالمية جراء تفشي فيروس كورونا ، وفي ظل هذا الواقع عمدت السلطات اللبنانية إلى انتهاج سياسة أمنية ، اقتصادية ، اجتماعية و صحية متشددة انعكست سلبا على أمن حياة اللاجئين السوريين الذين وجدوا أنفسهم دون أدنى شروط للحياة الكريمة ، فلا عمل لتأمين حاجياتهم الأساسية ، ولا مخيمات لائقة تأويهم ولا منظومة صحية متطورة ...إضافة إلى إجراءات تعسفية عدة تجاههم حدت من حرية تنقلهم على اعتبار أنهم مهاجرين غير نظاميين وتهدف الدراسة إلى تسليط الضوء على معاناة مجتمع اللاجئين السوريين في لبنان الذي يقبع بين أزمتين باتتا تهددان أمنهم الإنساني، وقد استعانت الباحثة في ذلك بمنهجين رئيسيين أولهما المنهج الوصفي و ثانيهما منهج دراسة الحالة، وقد خلصت الدراسة إلى حجم الكارثة الإنسانية للاجئين السوريين المتبلورة في لبنان وسط تملص المجتمع الدولي من مسؤوليته الذي تعهد في كثير من المحافل الدولية مقاسمة أعبائهم مع لبنان، هذا الأخير الذي بات يصر على حقه في إنهاء و ترحيل أي شخص بضيافته متى شاء.