الشباب والتعايش: نحو استراتيجية لتكريس ثقافة قبول التعدد

الملخص

يناقش محتوى المقال معضلة حقيقية ترتبط بالنظرة المزدوجة للشباب، بين اعتباره مخزونا وطنيا وإنسانيا يساهم في جهود البناء والتشييد، والواقع الذي يفرض نفسه، من منطلق أن الشباب هو الجلاد والضحية إذا تعلق الأمر بشيوع مختلف مظاهر العنف، التعصب والكراهية على الصعيد المحلي، الوطني والعالمي. يتأسس مغزى هذه الورقة البحثية على إمكانية الإعداد الجيد للشباب في حمل شعلة التغيير نحو صناعة مستقبل أفضل، حيث تتحول الطاقة الشبابية الحيوية والمندفعة إلى أفكار خلاقة ومبدعة، تحديدا في المجتمعات التعددية غير المتجانسة، التي خبرت شكلا من العنف والصراعات الحادة، حيث التحديات التي يواجهها الشباب اليوم غير مسبوقة، من تغير المناخ إلى البطالة، وصولا إلى أشكال متعددة من عدم المساواة والاستبعاد، لاسيما الشباب المنتمي إلى فئات ضعيفة أو مهمشة، ما يقود للاستنتاج إلى تحول الشباب في ظل الاستقطاب الإعلامي الحاد إلى فريسة سهلة للعنف، التطرف والإرهاب، هذه الظواهر غير الصحية التي أخذت تنمو في صلب المجتمعات وتستهجنها كل الشرائع والقوانين، بما يؤثر على هدر طاقة مجتمعية للبناء والتشييد بسواعد شبابية. يقوم البناء المنهجي لهذه الورقة البحثية على استطلاع المحتوى النظري لمقاربة التعايش، وموقفع الشباب منها من ضحية للعنف والتطرف إلى صناع للسلام وتثمين مكتسبات التعايش.