الحرب الهجينة في الاستراتيجية الروسية اتجاه سوريا : حروب ما بعد الجيل الخامس

الملخص

إن مسألة الرؤية الجديدة للاستراتيجية الروسية في إعادة بناء قوتها العالمية، تظهر من خلال مقاربتها للوضع السوري معتمدة في ذلك على مختلف الوسائل العسكرية - غير العسكرية، بغية استغلال مختلف نقاط قوتها لتحقيق مصالحها القومية هناك ما يظهر العقيدة الهجينة ضمن سياستها اتجاه سوريا. من خلال هذه الورقة البحثية وبالاعتماد على المنهج الوصفي – التحليلي سنحاول التطرق إلى العلاقة بين مفاهيم الحروب القديمة ومفاهيم الحروب غير النظامية، من خلال تقديم فهم معمق لظاهرة الحروب الهجينة وخصوصتها الضبابية القابلة للإنكار، ثم مناقشة ملامح ومضامين الاستراتيجية الروسية الهجينة في سوريا، بعدها معالجة مآلات هذه الأخيرة على مجريات الأمن في سوريا خصوصا وتداعياتها الأمنية والاستراتيجية لمنطقة الشرق أوسطية عموما وهنا التركيز على التهديدات الهجينة وكيفية رسم استراتجيات لمكافحتها، نظرا لأهمية الأمن والاستقرار في المنطقة . لتخلص الدراسة إلى أنه، على الرغم من أن روسيا لم تلعب الحرب الهجينة في سوريا بصفة كاملة كما هو الحال في أوكرانيا إلا أن استراتيجيتها إزاء الحرب السورية، شكلت تهديدا واضحا سمح لها بتحقيق أهدافها القومية المسطرة، وعلى ضوء هذا ، هناك حاجة ملحة لتجاوز التفكير العمودي القائم على التوفيق بين نظريات الحرب التقليدية ونهجنا إزاء الحروب والصراعات المعاصرة والتعدي إلى تتبع كيفية معالجة الجوانب المرتبطة بالاستراتيجات التي تعتمد على التكنولوجيات الجديدة وتنمية القدرات المسلحة .