نحو ضبط مفهوم الاعتراف بالمكانة الإقليمية للدولة.

الملخص

تناقش هذه الورقة البحثية موضوعا مهما ينتمي لحقل الدراسات الإقليمية في صيغتها الجديدة، أين برزت العديد من المفاهيم التي تحاول التكيّف مع التغيرات الحاصلة على مستوى بنية النظام الدولي، والتي أفرزت بدورها المستوى الإقليمي للتفاعل، كنتيجة لاكتساب الأقاليم لاستقلالية واضحة، ومن هذه المفاهيم، يبرز مفهوم القوة الإقليمية كتعبير عن المكانة الأعلى في هرمية النظام الإقليمي. وقد سعت هذه الورقة إلى القيام بتحليل مفهومي لإبراز دلالة وخصائص هذا المفهوم أولا، ثم تفكيك خاصية القبول أو الاعتراف باعتبارها الخاصية الأهم في افتراض هذه الورقة كونها ستكون محددا حاسما لنجاح أو فشل السياسات المتبعة من طرف الدول التي توصف بالقوة الإقليمية. كان لابد من القيام بعملياتية دقيقة لإبراز أبعاد ومؤشرات هذا الاعتراف، كونه يوجد على درجة عالية من التجريد. وقد توصلت لعدة نتائج، أهمها أن الاعتراف أو القبول يمكن أن تشتق منه ثلاث أبعاد أو يظهر في شكل ثلاث مستويات بحسب الجهة الصادر منها. فقد يكون نابعا من البيئة الداخلية للدولة، كما أن له بعدا دوليا يتمثل في إقرار القوى الكبرى في النظام الدولي بمكانة القوة الإقليمية، والأهم منهما هو الاعتراف الصادر عن دول الجوار المباشر المعنية بسياسات القوة الإقليمية نفسها. واتضح أن طبيعة سياسات القوة الإقليمية هي المحدد للاعتراف من عدمه.