جدل المنطق الفلسفي والمنطق الأصولي عند علماء الكلام المتأخرين
DOI:
https://doi.org/10.59791/rsi.v5i1.1372الكلمات المفتاحية:
علم الكلام، المنطق الفلسفي، المنهج الأصولي، علماء الكلام المتأخرين، الفلسفة الإسلاميةالملخص
الملخص: مثّل علم الكلام جدار الصد الأول لهجمات المناوئين للإسلام، والحصن الحصين الذي حمى المسلمين من شبهات المخالفين وأباطيل المتربصين. فكانت المؤلفات الغزيرة لهذا العلم عنوانا لحيوية وثراء العقل الإسلامي وقوة حجة شريعة الإسلام وإعجازها وتحديها للعقل الإنساني.فقد تظافرت الفواعل الداخلية (من أحداث سياسية واجتماعية طرأت على المجتمع الإسلامي) إضافة للعوامل الخارجية لتساهم في بروز العديد من المسائل العقدية التي استشكلت على العقل الإسلامي فانبرى علماء الكلام لتوضيح ما استشكل ورفع شبهات من هاجم عقيدة الإسلام بما توفر لديهم من أليات، وكان لانفتاح المسلمين على الحضارات الأخرى وترجمة ما انتجه العقل الإنساني فرصة للتعرف على المنتوج الفلسفي الإنساني وخاصة الفلسفة اليونانية التي سيقع استلهام مقولاتها والاستمداد بمنهجها وتوظيف منطقها من طرف علماء الكلام وهو ما طور البحث الكلامي وجعله يدخل مرحلة جديدة امتزجت فيها المباحث الكلامية بالمباحث الفلسفية وهو ما أطلق عليه حقيبة علماء الكلام المتأخرين. وتأتي هذه الدراسة للبحث في خصائص هذه المرحلة من تطور علم الكلام وأثر المباحث الفلسفية في تنضيج المباحث الكلامية. ويتطلع الباحث من هذه الدراسة إلى تحقيق مجموعة من الأهداف منها أهمية الانعطافة التاريخية التي شهدها تطور علم الكلام في هذه الحقبة ومدى مساهمتها في تنضيج المقولات الكلامية وقد اعتمد الباحث في دراسته لتحقيق ذلك على المنهج التاريخي والتحليلي من خلال سبر غور المصنفات والمؤلفات ذات الصلة بموضوع الدراسة. وفي الخاتمة توصلت الدراسة لمجموعة من النتائج من أبرزها: حيوية العقل الإسلامي أثناء الاحتكاك الحضاري مع الآخر وثراء منتجاته عبر منطق (الاحتفاظ والتجاوز) كما توصلت الدراسة إلى الدور الهام الذي اضطلع به علم الكلام في الدفاع عن عقائد الإسلام والذود عن حضارته، وهي مهمة تزداد أهمية في العصر الحاضر، عصر العولمة والغزو الحضاري مما جعلنا نوصي في الأخير المؤسسات الرسمية والأكاديمية بضرورة إعادة بناء استراتيجيات لتجديد مناهج علم الكلام على ضوء المستجدات والتحديات الجديدة التي يعرفها المسلمون