جدلية العلاقة بين سياسات المشروطية والتنمية في الدول العربية

الملخص

شكلت جدلية العلاقة بين التنمية و المساعدات الخارجية تساؤلات كثيرة طرحت من خلال دراسات مختلفة سياسية اقتصادية واجتماعية حول طبيعة العلاقة بين الدول المانحة وتلك التي تعاني من مشكلات تنموية خاصة العربية منها، فالمساعدات والقروض الخارجية الممنوحة للدول العربية منذ استقلالها لدعم التنمية خاصة بعد نهاية الحرب الباردة وفي ظروف التحول نحو نظام عالمي اقتصادي وسياسي جديد أصبحت مشروطة بعمليات التحول الديمقراطي واحترام حقوق الإنسان ولاشك أن الاعتماد على هذه المساعدات كحلول لعدم كفاية التدفقات المالية الخاصة وانخفاض مستويات الادخار وفشل النماذج التنموية لهذه الدول و معها محاولات الإصلاح بمختلف استراتيجياتها و مداخلها المتبعة عقد من مشكلات المديونية وتزايد معها عبء خدمة الدين مما أدى إلى تبعية مطلقة وفق نظام للمشروطية تشكلت وظائفه الأساسية تبعا لعوامل دولية أعادت تشكيل الإطار النظري والعملي لإدارة عمليات التنمية وفق متغيرين أساسيين الأول يتمثل في تراجع الفلسفة الاشتراكية التي بلغت ذروتها خلال الحرب الباردة و صراع الثنائية القطبية والثاني قي بروز النظام العالمي الجديد ذو التوجه النيوليبرالي The argument of the relationship between development and foreign assistance posed many questions that were raised through various economic and social political studies about the nature of the relationship between donor countries and those with particular development problems. Assistance and external loans to Arab States since independence to support development, especially after the end of the cold war and in the context of the transition towards a new world economic and political order, have become conditioned on democratization and respect for human rights. Reliance on such assistance as solutions to inadequate private financial flows, low levels of savings and the failure of these countries' development models and attempts to reform their various strategies and interventions are undoubtedly a decade of debt problems and the increasing burden of debt service resulting in absolute dependence. According to a conditionality system, its basic functions were shaped by international factors that reshaped the theoretical and practical framework for managing development operations in two fundamental variables: the decline of the socialist philosophy that culminated during the cold war and the bipolar conflict, and the emergence of the neoliberal-oriented world order.