التهديدات الأمنية اللاتماثلية: من الفواعل المسلحة من غير الدول إلى حالة الدولة الفاشلة

الملخص

في خضم التحولات الأمنية المعقدة التي حملها القرن الواحد والعشرين ظهرت أشكال جديدة من الحروب والصراعات لا تقوم على مجرد هزيمة القوة العسكرية للخصم كما هو الأمر في الحرب التقليدية المتماثلة، إنما تعتمد أساليب هزيمة قدرة الأعداء على تحقيق أهدافهم السياسية باستعمال وسائل عنيفة وغير تقليدية وذلك بسبب عدم التماثل المتزايد بين القوى المتصارعة في عالم اليوم. تقوم فكرة التهديد اللاتماثلي على تلك الحالات التي يكون فيها تفاوت كبير في القوة بين أطراف الصراع. ما يدفع الطرف الأضعف إلى محاولة تحقيق أهدافه السياسية من خلال اعتماد أفكار، أسلحة وتنكتيكات جديدة بطرق غير متوقعة، مستغلا عامل المفاجأة لتقويض قوة الخصم.يمكن تحليل طبيعة التهديدات الأمنية اللاتماثلية المعاصرة من خلال العديد من السمات الرئيسية التي سيتم التطرق إليها في هذه الورقة. إن محاولة فهم هذا الموضوع تكتسي أهمية بالغة بالنسبة للباحثين في الدراسات الأمنية والعلاقات الدولية. لا سيما في ضوء الإنتشار الأفقي للتكنولوجيا والإضطراب الحاصل في بنية عديد من الدول الهشة ما قد يسهم في فهم أفضل لمثل هذه التهديدات الناشئة.