أخصائي المعلومات بين المهارات التقنيّة وثقافة التواصل

الملخص

تواجه المكتبات اليوم، بإعتبارها مركز صناعة المعلومات، متغيرات تقنيّة معلوماتيّة، حيث يتوقع الكثيرون أن تعجّل التكنولوجيا بالتحوّل من الحديث عن المكتبة الرقمية Digital Library إلى التفكير في المكتبة الذكية Smart Library لقدرتها الفائقة على تقديم مزيد من الخدمات الذكية، ليصبح النفاذ الى المعلومات مباشرا دون الحاجة الى مساعدة. لكنّ ما يثير القلق هنا هو مجرد التفكير في أنّ هذا النسق السريع نحو التحديث المستمر لآليات العمل بالمكتبات العموميّة العربيّة وبمراكز المعلومات، سوف يحجب من جانب آخر الفاعل البشري وهو أخصائي المعلومات. ممّا يدفعنا للتساؤل هل من الممكن، في ظل اكتساح تكنولوجيا المعلومات والتطورات التي حصلت بها في العقود الأخيرة، وتغير ملامح المستفيد العربي، أن يكون لأخصائي المعلومات دور يتجاوز المهام التقنيّة، ليتواصل بصفته وسيط معلوماتي بين المكتبة العصريّة والمستفيد الجديد ؟ يبدو أنّ الأمر قد تجاوز مسألة تحديث آليات العمل بالمكتبات، لنتساءل: ماذا بعد التحديث ؟ إذا تحدّ آخر وبشكل جديد سيرفعه أخصائي معلومات المستقبل، لإسترجاع تواجده في عالم متحول ينزع الى حجب الوساطة البشريّة، الأمر الذي يستدعي إعادة النظر في الأطر الجديدة والمعاصرة للمهنة، بإعادة إنتاج كفاءات عالية وملامح جديدة لأخصائي المعلومات. لمعالجة هذا لإشكال سوف نعتمد منهج وصفي تحليلي نقدم من خلاله قراءة لهذا الواقع المتحول بإستمرار والذي وضعنا بصفتنا مختصين أمام ضرورة التفكير في أساليب مبتكرة أو ما أطلق عليها بالمانجمنت في المكتبات من خلال إرساء منهج إبداعي يتحرر به المكتبي من قيود الجلوس وراء مكتبه ليثبت فاعليّته أمام مزاحمة قويّة كانت في الحقيقة منبع الوهم الرائج بإمكانيّة الاستغناء عن خدمات أخصائي المعلومات بالمكتبات العصرية.