أهمّية اعتبار الصّلح بعد صدور الحكم النّهائي في الفقه الإسلامي والقانون الجزائي الجزائري

الملخص

الغاية من هذه المقالة هي إثبات أهمّية اعتبار الصّلح بعد صدور الحكم النّهائي، وآثاره الإيجابيّة على المتخاصمين وجهة التّحاكم -على السّواء- التزاما بأحكام الشّريعة الإسلاميّة، وكذا مسايرة لأهمّ التّشريعات والسّياسات الجنائيّة المعاصرة، وتوصيات المختصّين الّتي تهدف إلى التّقليل من العقوبات التّقليديّة للحدّ الأدنى. وقد توصّلت هذه الدّراسة إلى أنّ الشّريعة الإسلاميّة لم تحدّد للصّلح أمدا معيّنا إلاّ في مسائل محدودة يمكن تحديدها وامتثالها بسهولة، كما تسير أغلب الآراء القانونيّة الحديثة إلى اعتبار الصّلح أثناء التّقاضي وبعد صدور الأحكام النّهائيّة، وقد تبنّت هذا الاتّجاه الكثير من القوانين المعاصرة، بينما لا يزال القانون الجزائي الجزائري يمنع من الصّلح أثناء المحاكمة وبعد صدور الحكم النّهائي دون حجّة معتبرة، بل إنّ هذا الرأي في الغالب مبني على تخوّفات وظنون أكثر من كونها أدلّة وبراهين واقعيّة.