النظرة إلى المرض في المغرب الإسلامي خلال القرن 5-10هـ/11-16م

الملخص

يعتبر البحث في تاريخ الذهنيات في بلاد المغرب خلال العصر الوسيط من الأمور الملغزة، خاصة في ظل صيام المصادر الكلاسيكية والمراجع عن الحديث في مثل هذا التاريخ، وكون غالب اهتمامها كان بالمواضيع الكلاسيكية المعروفة التي تتناول سير الجيوش وتولي العرش، وما تناولته من مواضيع غير هذا ورد فيها عرضا عن غير قصد، و تحت هذا النوع يمكن إدراج النظرة إلى المرض في المغرب الأوسط خلال العصر الوسيط المتأخر، والبحث في هذا النوع المواضيع لم ينل نصيبه من الكتابة التاريخية، إلا أننا لا ننفي وجود بعض الدراسات الجادة في هذا المجال إلا أنها لا تشفي غليل الباحث، كونها تعتبر اللبنات الأولى لهذا المجال من البحث، ويزداد أمر البحث في مثل هذه المواضيع تعقيدا كون من يريد ولوجه وجب عليه الاعتماد على ألوان مصدرية بديلة كتب المناقب وكتب الفقه والنوازل وكتب الرحلة والجغرافيا وغيرها من المصادر البديلة، والتي باعتمادها يمكن ترميم ثغرات هذا البحث وتجاوز المطبات التي يمكن الوقوع فيها في حالة تجاوزها وعدم استعمالها. ويعتبر البحث في مثل هذا النوع من المواضيع من الأهمية بمكان كونه يعالج قضية تتعلق بصحة الإنسان وحياته فبصحته وشفائه تستقيم حياته وبمرضه وسقمه يتغير مزاجه ويفسد حاله، وقضية الصحة والمرض تشمل جميع فئات المجتمع وجميع أطيافه فهو لا يراعي سنا ولا جنسا ولا مرتبة اجتماعية، انطلاقا من ذلك سعت ساكنة بلاد المغرب إلى محاولة البحث عن الاعتناء بأبدانهم وصحتهم، فبحثوا عن التداوي وكان ذلك على حسب تراتبيتهم الاجتماعية، ومستواهم الثقافي.