البعد الإسلامي للنخبة الجزائرية في نضالها السياسي ضد الاستعمار الفرنسي
DOI:
https://doi.org/10.59791/ahssj.v6i2.2615الكلمات المفتاحية:
نخبة مثقفة جزائرية، سياسة فرنسية، دين إسلامي، شخصية جزائرية، منابع ثقافيةالملخص
عندما احتلت فرنسا الجزائر سنة 1830 تعهدت بأن "ممارسة الشعائر الديانة الاسلامية ستبقى حرة"، لكن تصرفات فرنسا كانت عكس ذلك تماما، فبمجرد سيطرتها على العاصمة حولت مسجد كتشاوة الذي يمثل رمز لهوية الشعب الجزائري إلى كاتدرائية، وكان هذا التصرف بداية لما سيأتي.، لذلك نجد أول ما استهدفه المحتل هو الدين الإسلامي لما يمثله من بعد عميق في تكوين الشخصية الجزائرية، وحتى يتسنى له ذلك لجأ إلى تغيير البنية الثقافية القائمة على الإسلام واللغة العربية، محاولا إرساء معالم جديدة تخدم المشروع الثقافي الفرنسي الاستعماري، لذلك حارب كل من يقف في وجه سياسته فوضع نصب اعينه النخب الجزائرية المثقفة المعادية للسياسة الفرنسية، لأن وجودها يشكل تهديدا لمشروعه الاستعماري و أهدافه المستقبلية، وعليه لقيت النخبة المثقفة التهجير والنفي، مثل حمدان بن عثمان خوجة الذي نفته لباريس والأمير خالد إلى الاسكندرية متهمة إياهما بالتآمر على فرنسا، في المقابل قامت بتكوين نخب جزائرية جديدة متشبعة بالثقافة الغربية، هذه الأخيرة أصبحت مولعة بحضارتها و مدافعة عنها بل ذهبت أبعد من ذلك حيث طالبت بالإدماج. ومنه اختلفت رؤية النخبة المثقفة الجزائرية للإسلام كأحد العناصر الأساسية المكون للشخصية الجزائرية ومنه اختلف نضالها ضد السياسة الاستعمارية الفرنسية تبعا لاختلاف منابعها الثقافية وطرق وأساليب نضالها ومواقف السلطات الفرنسية منها ولم تتمكن من تجسيد ذلك في مسار نضالها إلى أن انصهرت في بوتقة واحدة وكونت نخبة ثورية جزائرية جعلت البعد الإسلامي أحد ركائزها الأساسية في مواجهة السياسة الاستعمارية الفرنسية. أما بعد الاستقلال عاد التساؤل من الجديد لكن في صيغة أخرى، وهي هوية الشخصية الجزائرية فتباينت الرؤى وحتى تحسم وتبعد المتاجرة بشخصية الانسان الجزائري تم تبني الهوية الجزائرية بأبعادها الثلاث الإسلام والعربية والامازيغية باعتبار هذه العناصر انصهرت عبر قرون لا يمكن فصل الواحدة عن الأخرى بل تمثل القوة الجامعة والمتجذرة في شخصية الانسان الجزائري