سيسيولوجيا الأنساق القيمية في الفضاء العمومي الافتراضي قراءة نقدية في إعادة إنتاج المفاهيم

الملخص

تلعب القيم الاجتماعية دوراً مهماً ومؤثراً داخل أي مجتمع، فمن خلالها تتشكّل شخصية الفرد وتتكون آرائه وأفكاره واهتماماته، كما أنها تحكم أفعاله وعلاقته بباقي أفراد المجتمع ضمن تفاعل يسوقه الفعل التواصلي و أنماط تشكّل العادات وذلك يحقق وحدة وتماسك المجتمع. وتشير القيم الاجتماعية بأنها نتاج خبرات اجتماعية يعتبرها المجتمع مرغوباً فيها، الشاهد أن هذه الخبرات تدخلت فيها ملامح العصر الرقمي وتغيّرت وتحوّلت مفاهيم التواصل فيها لتعاظم استخدام الميديا الجديدة ولحضور واقع افتراضي تغذيه تقنيات الاتصال الحديثة، ومن الآثار الظاهرة على مستوى المجتمعات نقيس تغيّــر في الأنساق القيمية الاجتماعية لتغيـّر بنية المجتمع وبدأنا نسمع عن تشكّل جماعات أو مجتمعات افتراضية بديلاً عن مجتمعات واقعية إنسانية بل ولادة جديدة بين الإنسان والحاسوب من خلالها أصبح الإنسان يحمل مدلولين حقيقي وافتراضي ويعيش بين جغرافيتين قريبة وبعيدة وينتمي إلى وطنين، وطن محلي ووطن عالمي، وفي ظل شيوع النزعة الاستهلاكية فإن الجديد دائماً أفضل ما أدى إلى سيادة القيم الفردية وعلى حد تعبير "عبد الرحمان عزي" أن سوء النفاذ إلى الفضاء الافتراضي واستخدام مضامينها يؤدي إلى إهدار القيم أو تحييدها، بل إلى إضعاف الحساسية والاستحياء تجاه الممنوعات الثقافية كما إضعاف دور قادة الرأي والفكر على حساب أدوار النجوم والفاعلين الجدد ، وصحيح أن الثورة التكنولوجية في مجال العلم والمعرفة وأشكال الاتصال جعلت العالم أكثر اندماجاً، لكن في مقابل ذلك سهلت انتقال المفاهيم والأذواق والعادات الدخيلة على مرجعيات الثقافات، وبذلك انتشرت قيم سلبية على حساب قيم ايجابية حيث ولادة صراع قيمي يكمن تشخيصه في عولمة كل شيء. و من خلال هذا السياق سنحاول الوقوف عن الإطار النظري لسسيولوجيا الانساق القيمية في الفضاء الافتراضي بدراسة وصفية تحليلية