الشيخوخة العادية والشيخوخة المرضية للذّاكرة الدّلالية من المنظور النفس-معرفي

الملخص

 شيخوخة الذّاكرة الدلالية أو السيميائية، هي مظهر من مظاهر الشّيخوخة المعرفيّة. الشّيخوخة المعرفيّة هو ما يصيب الوظائف العقليّة خلال المرحلة الأخيرة من نمو الانسان (مرحلة الشّيخوخة) بما فيها الذّاكرة. إلّا أنّ وقع أو أثر الشّيخوخة على الذّاكرة يختلف باختلاف أنواعها. إذ تعتبر كلّ من الذّاكرة المرحليّة والذّاكرة العاملة أكثر عرضة للشّيخوخة مقارنة بالذّاكرة الدّلاليّة الأكثر تصديّا لهذا العامل. إلّا أنّ هذه الأخيرة تختلّ كذلك في حال الشّيخوخة المرضيّة. لذا أضحى من المهمّ التّطلّع على كيفيّة تأثير الشّيخوخة (سواء كانت عاديّة أو مرضيّة) على المعلومات الدّلاليّة المخزّنة، ممّا يساعد حتما، عند تشخيص هذا النّوع من الذّاكرة، على التّمييز بين الشّيخوخة المعرفيّة العاديّة والمرضيّة. فكيف هي الذّاكرة الدّلاليّة في حالتي الشّيخوخة المعرفيّة العاديّة وكذلك المرضيّة؟ وكيف تتأثّر مختلف مستوياتها (مستوى التّنظيم المعجميّ، ومستوى المعلومات الدّلاليّة) بالشّيخوخة؟ وماهي العوامل المأثّرة فيها عند بلوغ هذه المرحلة؟ أخيرا، كيف يساهم تشخيص الذّاكرة الدّلاليّة لدى المسنّين في الكشف عن بعض أمراض الشّيخوخة المعرفيّة؟ إنّها الأسئلة الّتي نسعى للإجابة عليها من خلال هذا المقال التّحليلي النّظريّ، الّذي يهدف أساسا إلى عرض أهمّ المعلومات عن كيفيّة تأثير كلّ من الشّيخوخة العاديّة والمرضيّة على الذّاكرة الدّلاليّة، وذلك استنادا إلى أهمّ البحوث النّفس-معرفيّة الّتي تناولت الموضوع، بغية المساهمة في إثراء حقل البحوث العربيّة المرتبطة بهذا المجال، والّتي لتزال جدّ محدودة، إن لم نقل نادرة.